الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

يحوم الطيف (مئوية ثورة أكتوبر)

يحوم الطيف،
مظلمة قاعة السينما ينيرها فيلم عن شباب كارل ماركس، عن وضعه المادي الصعب وعن عبقريته وعن رفقة العمر مع أنجلس. فيلم بعد أكثر من 170 عاما على كتابة البيان الشيوعي:
"شبحٌ ينتاب أوروبا: شبح الشيوعية. ضد هذا الشبح اتحدت في حلف مقدس قوى أوروبا القديمة كلها : البابا و القيصر، مترنيخ و غيزو، الراديكاليون الفرنسيون و البوليس الألماني."
والتاريخ سيعيد نفسه.

ويحوم الطيف،
مئة عام على الثورة البلشفية المنتصرة وكتاب لينين "ما العمل" بنسخة الكترونية اقرأه في الباص المؤدي الى العمل الروتيني الممل كأي عصامي لم ينل منه التعب ويركض وراء لقمة عيش ومستقبل باهت مكبلاً بأغلال الرأسمالية وأتعلم دروساً لا يزال يكررها التاريخ ضد الانتهازيين والتحريفيين من كل حدب وصوب.



ويحوم الطيف،
مهرجان الشبيبة العالمي في روسيا. قبله بأربع أعوام كنا في الاكوادور محاطين بيسار العالم أجمع و أميركا اللاتينية تحديداً ورافايل كوريا يخطب تحت الشتاء الغزير. هذه السنة في روسيا بعد عقدين ونيف على انهيار الاتحاد السوفياتي. لن أكون هناك ولكن الآلاف سيكونون ليحافظون على الشعلة متقدة.



ويحوم الطيف،
عينا تلك الرفيقة الضاحكتين دوما والمحاولات العاطفية القاصرة هنا وهناك والرهبة منها. طالما أنه ليس بمقدورنا توفير سعر "جينز" سيدتي ثم يقولون لك في الاتحاد السوفياتي كانوا يحلمون ب"جينز". ونحن ايضا يا سادة نحلم . كل الفقراء يحلمون بغد أفضل وأعدل.

ويحوم الطيف،
ذكريات الاجتماعات والمظاهرات والصخب الذي لا بد أن يثمر يوماً ما. وآخر الذكريات عند نصب فرج الله الحلو.
من ثم أولئك الكشافة المتحلقين حول النار في صيف صليما يشع الأمل في عيونهم يرددون "على طريق عيتات" ثم كيف غنت القاعة معنا في ذكرى الجبهة:
"نحنا شلنا جمول يمي جوا الضلوعي
ولما نادى الوطن يمي لبى الشيوعي"
صور شهداء الجبهة والحزب و كلمات لولا الأخيرة . اواه ما أجبننا أمام أعينهم

ويحوم الطيف،
حساب اليوتيوب حين يظهر المطرقة والمنجل على أغاني نيسان والطريق أو وجه مهدي ضاحكاً. حتى أغاني الميتال لذلك النروجي المجنون الذي يقول أنه شيوعي لأنه معجب بستالين وبول وبوت وهما أقل سوءا بكثير مما تصورهما البروباغندا الأميركية والغربية في كتبها وأفلامها التافهة حتى النخاع.


ويحوم الطيف،
و يتناثر رذاذ خفيف على زجاج غرفة نائية في أقصى الغرب الفرنسي وتحت النافذة مقتطفات من كتاب غرامشي "دفاتر السجن" على المنضدة. وفي مسرح قريب فرقة سورية تعزف "يا فجر لما تطل" فتصلنا أمواج الحنين لأقارب وأصدقاء منهم من رحل ومنهم من يبقى. وتصلها بموشحات وقدود وموجة تصفيق. يعتريني الفخر بلغة شوهها الأوباش. وعلي يوميا أن أحافظ عليها بوجه الكثير من العنصريين الفاشيين. وان احاربهم ولو بموسيقاي كهاو من مجموعة هواة من حضارات مختلفة ندحض صفائهم العرقي.

ويحوم الطيف،
خمسين عاماً على استشهاد تشي غيفارا يوم قال الوطن او الموت. سيعود الوطن فوق رايات الفاشية التكفيرية السوداء الآفلة حتماً و سوريا المثخنة بالجراح على أعتاب كأس العالم. لم تتأهل لكنها استحقت شرف المحاولة.



ويحوم الطيف، سيظل يحوم .....

الجمعة، 12 مايو 2017

الرّئاسيّة الفرنسيّة، محاولة مغبونة لدفن السّائد الفاشل...

انتهت الدّورة الأولى من الانتخابات الرّئاسيّة الفرنسيّة بنتائج قلبت المشهد السّياسي تزامناً مع التّغيّرات العالميّة، المشهد الّذي كان محكوماً بقسمة تاريخيّة بين "يسار" ويمين تناوباً على الحكم في الجمهوريّة الخامسة برؤساء ديغوليّين أو اشتراكيّين



إحسان المصري / حكمت غصن 
نتائج الدّورة الأولى كانت متوقّعة؛ إن كان عبر استطلاعات الرّأي، أو بتحليل الرّأي العام وعقليّة النّاخبين وتأثير نمط الحياة والثّقافة والميديا، فالمسلّمات في المجتمع الفرنسيّ كالخوف من "التّطرّف"، والميل إلى "الاعتدال"، والحرص على البقاء ضمن الاتّحاد الأوروبّيّ، كما الهجوم الإعلاميّ الشّرس على اليسار الرّاديكاليّ بهدف التّضليل والتّشويه، كانت عوامل كافية لحسم المعركة ولو بصعوبة لافتة.

بالأرقام...
في النّتائج، حصد مرشح الوسط اللّيبراليّ ماكرون أعلى نسبة (23.6%)، وتأهّل إلى الدّورة الثّانية مع مرشحة اليمين المتطرّف مارين لوبّان (21.6%). أبرز الخاسرين كان مرشح الجمهوريّين رئيس الحكومة السّابق فيّون (19.8%)، ومرشّح اليسار الرّاديكاليّ جان لوك ميلونشون (19.2%) وخلفهما بنسبة متواضعة مرشّح الحزب الاشتراكيّ بنوا هامون (6.5%). 
في معظم المدن الأساسيّة، تصدّر ماكرون يليه ميلونشون، باستثناء بعض المدن كتولوز وليل ومونبيلييه ولوهافر (المدينة العمّاليّة)، حيث تصدّر ميلونشون الّذي كان يحظى بنسبة 11% عام 2012، والّذي تمكّن أيضاً من الفوز في الأراضي الفرنسيّة "ما وراء البحار"، أمّا ما مكّن لوبّان من التّقدّم فكان الرّيف وبعض التّجمّعات الكبرى في مارسيليا مثلاً، في حين شكّلت العاصمة باريس كابوسها المؤلم.(4.99%) 
"دقّ الخطر"...
بعد صدور النّتائج الأوّليّة، مباشرةً، تداعت القوى التّقليديّة (هامون عن الحزب الاشتراكيّ، فيّون وألان جوبّيه عن اليمين، وغيرهم كثر)، لدعوة الشّعب الفرنسيّ إلى التّوحّد خلف ماكرون لردّ الخطر المصيريّ على الجمهوريّة، وسادت هستيريا في استديوهات المحطّات الفرنسيّة وكأنّها إعلان الجهاد المقدّس ضدّ "الانعزال". ولكن وفي ظلّ هذا التّكتّل، رفعت لوبّان خطاباً يعيد تموضع القوى لصالحها، لتحاول أن تجعل من نفسها "مرشّحة الشّعب" في وجه "النّخبة"، كما حاولت استعطاف ناخبي اليمين عبر اقتباس مقولات ديغوليّة، وناخبي اليسار لا سيّما الأراضي الفرنسيّة ما وراء البحار، عبر ذكرهم في خطابها، وعبر نسخ بعض بنود مشروع ميلونشون.
لكنّ الأكثر سعادة في ظلّ هذه الهستيريا هو المرشح الشّاب إيمانويل ماكرون، ذو الخطاب الغامض الّذي يصف نفسه "بالحديث"، لا يساراً ولا يميناً، وهو عديم التّجربة السّياسيّة باستثناء تولّيه وزارة الاقتصاد في عهد هولاند. وقد دعمه وسطيّون ويمينيّون وليبراليّو الحزب الاشتراكيّ، كما يعرف بالإبن المدلّل لرؤوس الأموال والمصارف.
دروس في التّحوّلات الكبرى...
إنّ نتيجة الدّورة الأولى، لم تكن سوى موقف سياسيّ شعبيّ، يعلن سحب الثّقة من القوى التّقليديّة السّائدة، فاليمين المحافظ وللمرّة الأولى لا يصل إلى الدّورة الثّانية، أمّا الاشتراكيّ الدّيمقراطيّ فيحصد أسوأ نتيجة منذ عام 1969، وما هذا إلّا دليل على فشل هذين النّموذجين اللّيبراليّين في الجوهر. والّذي يؤكّد المؤكّد، أنّ القوى غير التقليديّة هي من حصدت النّسب الأعلى، فماكرون وفي تلك اللّحظات شكّل بالنّسبة للفرنسيّين "شاب، جديد على السّاحة، يعد بمشروع حديث"، أمّا لوبّان فهي خيار غير مألوف في السّياسة الفرنسيّة، واليسار الرّاديكاليّ قدّم خطابا علميا بعد طول غياب. تجدر الإشارة أنّ الحزب الاشتراكيّ سيكون أمام أزمة عميقة بعد ما حصده هامون وهو مرشّح اليسار في الحزب، وقد تتزايد الانشقاقات في صفوفه أو يعاد تكوينه بعد دعم كثير من قياداته لماكرون علناً في خيانة فاضحة لمرشّحهم الرّسميّ. أمّا الجمهوريون فهم أيضاً أمام أزمة تتجلّى بتحميل الكثير من قياداتهم لفيّون مسؤوليّة الهزيمة بعد إصراره على التّرشّح رغم الفضائح الماليّة الّتي طاولته هو وعائلته.
وفي اليسار دروس أيضاً...
في تعليق أوّليّ له، قال بيار لوران أمين عام الحزب الشّيوعيّ الفرنسيّ بعد إعلان دعمه على مضض لماكرون فقط لقطع الطّريق على لوبّان، أنّه حذّر من المخاطرة بمرشّحين لليسار منذ عام، ولكنّ الأهم هو تعليقه على نتائج الحزب الاشتراكيّ، حيث اعتبر أنّ نموذج "المشتقّات اليساريّة اللّيبراليّة" على يد أمثال مانويل فالس وهولّاند قد سقط، وأنّه يدعو اليسار إلى بناء نموذج حديث مع حزبه وحركة ميلونشون. وقد سُمع في الفضاء السّياسيّ نعوات صريحة للحزب الاشتراكيّ وأنّه "لم يعد له لزوم" على حدّ قول أحد المحلّلين، اعتبر الرّأي العام أنّه يتحمّل مسؤوليّة وصول لوبّان وسقوط ميلونشون. أمّا الأخير، ورغم خيبة أمله الواضحة، فقد حقّق نتيجة مشرّفة تليق ببرنامجه وحملته وكان بالفعل يستطيع الوصول إلى الدّورة الثّانية لو تنازل هامون لمصلحته، أو لو لم يتكثّف الهجوم الإعلاميّ ضدّه، والتّرهيب من اليسار "المتطرّف" ووصفه بشافيز وستالين واتهامه بالجموح نحو الخروج من الاتّحاد الأوروبّيّ، وعلى الرغم من كلّ ذلك استطاع تحقيق تقدّم هائل بنتيجة تذكّر بنسب الحزب الشّيوعيّ بعد الحرب العالميّة الثّانية حيث كان آنذاك القوّة الرّئيسيّة في البلاد، وبهذا أثبت اليسار الجذريّ أنّه الوحيد القادر على التّقرّب من النّاس، رغم خسارته الطّبيعيّة غير المطلقة للمعركة، بعد أكثر من أعوام ثلاثين نمط حياة وعلاقات ليبراليّ ومسلّمات وتضليل، فمخطئ من يعتقد أنّ عاماً سيكون كافياً لقلب الموازين بشكل نهائيّ.
ماذا بعد...؟ 
ربّما استيقظ الشّعب الفرنسيّ متأّخّراً على هول الصّدمة، بعد النّتائج المخزية بوصول لوبّان إلى الدّورة الثّانية، مع الإدراك الضّمنيّ بأنّ ماكرون لا يمثّل إلّا تكرارا للسّياسات النّيوليبيراليّة الّتي أوصلت البلاد إلى الأزمة الحاليّة، فقد استطاع ماكرون انتهاز الفرصة واللّحظة لاستقطاب الرأي العام في ظلّ التّهويل من الشّعبويّة والتّطرّف "الأحمر"، وفي ظلّ تسطيح مفهوم الحداثة واقتصاره على العمر والتّجربة، كما تأليه الشّعارات كالحرّيّة والدّيمقراطيّة، دون الإدراك أنّها لا تطبّق في ظلّ الحكم الرّأسماليّ، وهذا ليس سوى نتيجة طبيعيّة للضخّ الثّقافيّ منذ أكثر من ثلاثة عقود، وبرغم كلّ هذا، يشعر الفرنسيّون أنّ شيئاً لن يتغيّر، وأنّهم مغبونون، فنيّتهم الحقيقيّة كانت دفن السّائد الّذي فشل.
من المرجّح، بعد تكتّل مختلف القوى السّياسيّة ضدّ لوبّان، أن يفوز ماكرون في الدورة الثانية رغم أنّ هذا غير مؤكّد. واللّافت موقف ميلونشون المبدئيّ بعدم التّصويت لكليهما، وتحكيم القرار لقاعدته الشّعبيّة، الّتي رفضت بالمطلق دعم لوبّان، وطالبت ماكرون بتنازلات.
في الخلاصة، إنّ الدّورة الأولى لم تكن أقلّ من إعادة تشكيل للمشهد السّياسيّ الفرنسيّ برمّته، وتغيير جذريّ فيه، ومساء السّابع من أيّار، إمّا يعود القديم بقناع "حديث"، إمّا يتأزّم النّظّام وتتفاقم تناقضاته، وفي الحالتين تلك، إنّ المعركة مستمرّة، وحزيران يحمل معه دروسا جديدة في الانتخابات التّشريعيّة، وكما يقول الرّفيق غرامشي: "عالم قديم يموت، وعالم جديد يكافح ليولد، إنّه زمن الوحوش"... 

الاثنين، 1 مايو 2017

للعمال ولنا ذكريات من دفاتر مظفر النواب

للعمال ولنا ذكريات من دفاتر مظفر النواب
" أنا انتمي للجموع التي رفعت قهرها هرماً
وأقامت ملاعب صور وبصري
وأضاءت بروج السماء بأبراج بابل
أنا انتمي للجياع ومن سيقاتل
أنا انتمي للفدائي ..
وللقرمطية كل انتمائي
وللماركسيين شرط الثبات مع الفقراء"
كان مفيداً ان يتذكر الانسان بين الفينة والأخرى جذوره وانتمائه. فمهما تبدلت الظروف وتقلب الزمان نعود الى موئلنا الاول. نحاول احياناً ان نخاتل الحياة . نتذاكى. فتعيدنا هي الى أرضنا الاولى. وانا من هؤلاء الذين مهما ابتعدوا يعودون. فللقرمطية وللماركسيين كل انتمائي وللعمال الذين تربيت بينهم للفقراء الذين نعايدهم في هذا الجو الماطر من حولنا والعابق بالالم ونتابع مع كبيرنا مظفر النواب.



"فيا أخوة في السلاح خذوا حذركم
فوراء الحياطين ثم حوار بغيض
تحيد فيه الفقر تمام الحياد
هو العالم من فئتين
هنا الفقراء على جوعهم واقفين
وخلف قلاع الخزائن يجتمع الاحتكار وأزلامه
ويمارس بعض الزنا بالسلاح
فمال بفن وعهر بفن"
في هذا الجو العابق بالالم يجدر بنا ان نتذكر ايضاً ان العالم من فئتين الفقراء والاحتكار. في فرنسا اليوم الطبقة العاملة امام مواجهة مريرة مع ازلام الاحتكار و النازيين الجدد. فنقول خذوا حذركم. وفي العالم العربي يحيد الفقر امام حروب دينية وامام المال والفن العاهر والاستهلاك المورد الينا من اميركا المحكومة من مجنون يقصف في سوريا والعراق ما صنعته بلاده.
"ومسحة حزن بلادي العظيمة
بالرغم مما تجنت ومما شردتني
كأنك أنت هنا ما تغير شيء
فنفس الجياع ونفس الفئات التي طاردتني
ونفس الدموع ونفس النساء ونفس الغلابة"
ومن المهم ان نتذكر دائماً انه حيثما حللنا سواء في بلادنا او اذا تشردنا او تهجرنا وبعضنا يموت في البحر ان لم يمت في بلاده وبعضنا يموت في الغربة من العنصرية ولكننا نموت دوماً من الفقر. والكثيرون منا يموتون جوعاً ما بالك باليمن والصومال.  هم نفس الجياع. ونفس الفئات تطاردنا ونفس الدموع نذرفها. هم نفس الجياع اينما كانوا. جوع أممي.
"وجدت بغاء الأزقة في البرج جوعاً
وحرت بمن يقفون صفوفا على الجوع
جوع سيأكل جوعاً"
جوع سيأكل جوعاً . جياع طائفيين او متدينين او عصريين سيأكلون بعضهم. فخذوا حذركم .
"فلا بد في لغة الطبقات الفقيرة قسراً
حلمت بأن الجموع سترفع بيرقها العربي
على ذمم الكادحين
وليس ببيرقها العربي
على خوذة العسكرية والأغنياء"
ولكننا نحلم بأن في بلادنا سنرفع الجموع يوماً ما بيرقها العربي.
"وتمطر ... تمطر ... تمطر ... تمطر ...
في الحدس تمطر ... تمطر ... تمطر ... تمطر ... تمطر
بعد رحيل العدو يكون المطر"
ولجياع آخرين هم اسرانا في فلسطين تحية ونقول. بعد رحيل العدو يكون المطر.... ستمطر...



الجمعة، 28 أبريل 2017

عتابا - جوقة شيوعيي المهجر


عشنا بفقر بس كنزنا لا يفنى
نمنا، وعينا، اشتغلنا، ليفنا
نبقى بس نطلع Live حضرو لايفنا
خطية منشان الصحبة يا صحاب

كان التحدي رد بعتابا عتعليق
معلق عكهربة الدولة تعليق
 موقف شغل بالقانون مع تعليق
العمل بالدستور ليوم الحساب

كنت عم اطبخ وكانت ايدي مظفرة
بس هياها يا صاحبي عودتنا مظفرة
احيان بيطلع علساني كلمات مزفرة
خليك ببعتلك ياها تحت الهوا

 فرنسا، بجنوبا بلادنا الا ريحة
وبشمالا كل شي حلو الا ريحا
جيت بهالليلة فتحتلي القريحة
سكر عالحنين وخلينا ننام

 لما بتحكي عن الجنوب بتغريني 
واالي بيحب حاوي بيحب البتغريني
لزقت بالحزب بالغري بتغريني
ما بيفصلني عنو غير الكفن

 الانترنت مش مقلع واعصابي دي نار
لاقيلنا شي طريقة نروح ع Dinard
خيي مش مشكلة مندفع يورو او دينار
المهم نطلع نشم شوية هوا

ما في Train من Brest ل Saint-Malo
وبفرنسا الشعب ما بيحكي لسان مالو
مالو الوردات مع الريح والSun مالو
يا مين يقطف ورد ببلاد الغراب

وبباريس دويرات دويرات دايرة
فيها امم الله علقمة اكل دايرة
التقيت بمغربية قالت "راني دايرة"
ما فهمتش شو بدا كنت وبعدني حمار

الكلب اللي بتجرو عالصيد بلا صيدو،
بعكس الكلب اللي بيروح بلا سيدو
ونحنا يومية عاشغالنا متل بلاسيدو

بالاوبرا منصرخ بس من التعب  

الثلاثاء، 11 أبريل 2017

الرّئاسيّة الفرنسيّة تحتدم؛ نموذج عن الصّراع السّياسيّ في العالم



يقترب موعد الدّورة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة الفرنسيّة في ظلّ أجواء من الضّبابيّة وعدم الوضوح في الشّارع الفرنسيّ. خمسة مرشّحين يتنافسون للدّخول إلى قصر الإليزيه بكلّ ما يعنيه ذلك من نفوذ وقوّة وتأثير داخليّاً أم عالميّاً.
يستعرض هذا التّقرير بعض المعطيات وتحليلها بهدف استخلاص العبر في السّياسة في ظلّ التّحوّلات العالميّة الّتي بدأت ملامحها تتمظهر في مختلف الميادين.

إحسان المصري / حكمت غصن

يتنافس خمسة مرشّحين أساسيّين على رئاسة الجمهوريّة الفرنسيّة من بين 11 مرشّحاً تمّ قبولهم للمشاركة في الدّورة الأولى، وهم مارين لو بان عن الجبهة الوطنيّة (يمين متطرّف)، فرنسوا فيّون عن الجمهوريّين (يمين)، إيمّانويل ماكرون عن الوسط (بحسب زعمه)، جان لوك ميلونشون (يسار راديكاليّ) وبنوا هامون عن الحزب الاشتراكيّ. ولكلّ مرشّح مشروع أو رؤية تتناسق مع موقعه السّياسيّ.

في البرامج الانتخابيّة للمرشّحين

لو بان بخطابها الشّعبويّ تدعو إلى "إعادة قرار فرنسا إلى الفرنسيّين"، رافعةً بذلك سقف المواجهة مع الاتّحاد الأوروبّيّ وألمانيا، كذلك العنصريّة في وجه المهاجرين بمختلف جنسيّاتهم، حيث تعتبر أنّ الأزمة الاقتصاديّة والأمنيّة والثّقافيّة في فرنسا نتيجة الهجرة "المتزايدة" كما تدّعي، وأنّ وجود فرنسا في منطقة اليورو هو ليس أكثر من تكبيل لقراراتها السّياديّة، ووسيلة لاستغلال الفرنسيّين من قبل ألمانيا، وتطرح الحلول عبر إغلاق الحدود والحدّ من الهجرة والخروج من منطقة اليورو (تدافع عن فكرتها هذه باستعراض وضع بريطانيا بعد "البريكسيت")، ورفض المنتوجات المستوردة لحماية المنتوج الوطنيّ، وتبرز في مشروعها الانتخابيّ النّزعة العنصريّة في وجه الثّقافات المختلفة عبر طريقة طرحها للعلمانيّة الّتي تفرض فيها إلغاء كلّ المظاهر الدّينيّة في المساحات العامّة بالقوّة، مع التّركيز على الحجاب والبوركيني، فيما تدافع وبتناقض واضح عن مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد في الأماكن العامّة. أمّا حول المشاريع والطّروحات الاقتصاديّة، فيتّسم خطابها بالضّبابيّة، حيث لا تقدّم مشاريع واضحة، فهي تتبنى بعض أفكار مرشّح اليسار الرّاديكاليّ ميلونشون كرفع الحدّ الأدنى للأجور، كما حاولت صحيفة "لو فيغارو" في أحد مقالاتها تشبيه الطّرحين الاقتصاديّين عبر مقارنة العناوين الّتي تذكر في خطاب كليهما. وهي بذلك تستقطب أصوات جزء من الطّبقة العاملة الّتي كانت تصوّت يساراً وباتت تصوّت يميناً نتيجة المخاوف الّتي تثيرها لو بان.
فرنسوا فيّون، حامل الطّرح اللّيبراليّ الكلاسيكيّ، يجاهر بتطبيق قانون العمل الجديد (الخمري)، وبرفع عدد ساعات العمل أسبوعيّاً من 35 ساعة إلى 39، باعتقاده أنّ هذا هو الحلّ لرفع الانتاجيّة ومواجهة تراجع النّموّ الاقتصاديّ، ويقدّم النّموذج الألمانيّ ونموّه كحجّة، متناسياً عدد الفقراء المتزايد في ألمانيا، وتكدّس الثّروات في الأقطاب البورجوازيّة وسوء توزيع الثّروة في البلدين، كما يذهب إلى طرح إلغاء الضّرائب على أرباح الشّركات والجنوح أكثر نحو القطاع الخاصّ، مبرّراً ذلك ضمنيّاً بنظريّة "الدّولة تاجر فاشل"، ويعتبر أنّ القطاع العام مزراب أساسيّ للهدر و"البلادة" حيث أنّ موظّفي القطاع العامّ غير منتجين فعليّاً. في قطاع الطّاقة الّذي يأخذ حيّز كبير في الجدل الرّئاسيّ، يدافع فيّون عن الطّاقة النّوويّة على أنّها قوّة إنتاجيّة لفرنسا لا يجب التّخلّي عنها، وأنّ التّحوّل إلى الطّاقة المتجدّدة النّظيفة أمر صعب جدّاً. لكنّ اللّافت والغريب أنّ خطاب فيّون حول العلاقات الدّوليّة، يذهب نحو التّقرّب من الرّوس والإيرانيّين، نحو مواجهة الإرهاب، وحرّيّة الشّعوب في تقرير مصيرها بما في ذلك مناقشة مسائل الحدود.
إيمّانويل ماكرون، يقدّم نفسه كـ "جديد" على السّياسة الفرنسيّة، هو دخل مضمار السّياسة منذ فترة وجيزة أساساً، يقول ويردّد أنّه سيقدّم نموذج مختلف عن العشرين سنة الماضية من تاريخ فرنسا، لكن فعليّاً، وفي خطابه، لا يبتعد كثيراً عن طروحات فيّون اللّيبراليّة، زيادة ساعات العمل، إلغاء الضّرائب عن الشّركات، والخصخصة، وهو معروف بعلاقته الوثيقة بمصرف "روتشيلد" حيث عمل كموظف قبل أن يصبح وزيراً للاقتصاد في عهد هولّاند، ويعتبر مرشّح لوبيات رأس المال والشّركات الكيميائيّة ومصانع الأدوية، وهذا ما دفع هامون في المناظرة الكبرى على قناة TF1، إلى التّساؤل عن مموّل حملته الانتخابيّة، وهنا رفض ماكرون الإجابة. في الخارجيّات، يتّجه وبوضوح تام لتوطيد العلاقات مع الولايات المتّحدة الأميركيّة، تحت شعار "الحليف التّاريخيّ"، ويرفض رفضاً قاطعاً الخروج من الاتّحاد الأوروبّيّ. لكن الملفت في خطابه ومشروعه، أنّه متحوّل دائم، وأنّ انتمائه حتّى اليوم غير مصنّف بوضوح، إن كان يساريّ أو يمينيّ أو وسط، حيث يعتبره اليمين والجبهة الوطنيّة يساريّ، أمّا هو فلا يؤكّد ولا ينفي هذه الصّفة، خصوصاً أنّ جزء من الحزب الاشتراكيّ ذهب لدعمه بدلاً عن المرشّح الاشتراكيّ هامون.
بنوا هامون مرشّح الحزب الاشتراكيّ، يحمل خطاب الاشتراكيّين الدّيمقراطيّين الأميل إلى اليسار الجذريّ داخليّاً، خاصّةً أنّه من ممثلّي يسار الحزب الاشتراكيّ، ومن أبرز معالم برنامجه: الدّخل العالميّ وهو دخل أدنى يشتمل على مختلف التقديمات الصّحيّة والاجتماعية، كما رفضه لقانون العمل "الخمري" وهو أحد أسباب انشقاقه عن عهد هولّاند، بالإضافة إلى سياسته البيئيّة الّتي ترسم الصّورة الأكثر تمظهراً في رؤية المواطنين لمشروعه، وذلك بعد تلقّيه دعماً من حزب الخضر EELV. أمّا في سياسته الخارجيّة، فيشكّل استمراريّة لسياسة فرنسوا هولّاند في بقائه في دائرة الاتّحاد الأوروبّي والنّاتو والأمم المتّحدة، أي عمليّاً في مواجهته مع روسيا والصّين وإيران وسوريا، وهو يعتبر أنّ بوتين يخرق القانون والاتّفاقات الدّوليّة، ويرفض قطعاً خطاب ميلونشون حول مناقشة الحدود في شرق أوروبّا معتبراً أنّ هذه الحدود رسمت باتّفاقات دوليّة مرعيّة من قبل المجتمع الدّوليّ والأمم المتّحدة.
جان لوك ميلونشون، المرشّح اليساريّ الرّاديكاليّ، يقدّم بدوره خطاب مختلف جذريّاً، يتّجه بشكل عامّ وأساسيّ إلى إعادة توزيع الثّروة، فأحد شعاراته الرّئيسيّة: "لما نجد الفقر في دولة بهذا الغنى؟"، يتناسق برنامجه في كافّة المجالات، وهذا ما وصفته به صحيفة "لو موند" بعد المناظرة الكبرى، فيعد الجميع بتثبيت عدد ساعات العمل الأسبوعيّة الـ 35، بالقانون، على جميع القطاعات حتّى الخاصّة منها، بل وحتّى العمل لتخفيضها، ويعتبر كما قال في مدينة "رين" عاصمة مقاطعة بريتاني، أنّ "ساعات أقلّ من العمل هو توزيع للعمل" ويتعهّد بإسقاط قانون العمل "الخمري"، يريد إقرار ضرائب على رؤوس الأموال، ويشنّ هجوم واسع على التّهرّب الضّريبيّ حتّى أنّه يذهب أبعد نحو الانسحاب من أيّ اتّفاق أوروبّيّ يسهّل هذا التّهرّب. يقدّم أيضاً في مشروعه رفع للحدّ الأدنى للأجور، وتغطية صحّيّة شاملة. وفي قطاع الطّاقة، يذهب في نظريّة الاكتفاء الذّاتيّ عبر مشروع "100% طاقة متجدّدة نظيفة عام 2050"، وبذلك يعتبر أنّه سينهي الحروب الفرنسيّة من أجل النّفط، وتهديد سيادة الشّعوب المنتجة لليورانيوم، ويعتبر أنّه بدلاً من استثمار مئة مليار يورو في تجديد المفاعلات النّوويّة القديمة، سيستثمر بخمسين مليار لمشروعه، ويؤمّن به فرص العمل، وسيشجّع لذلك قطاع التّعليم المهنيّ عبر مساعدة طلّاب هذا القطاع بمبلغ 800 يورو شهريّاً. أمّا حول العلاقات الخارجيّة، يشدّد أنّه سيعامل المهاجرين "كما يريد أن يعامَل الشّعب الفرنسيّ لديهم لو كان في نفس الحالة"، مع اعتبار أنّهم مجبرين على الهجرة الّتي هي منفى لهم، وذلك بسبب سياسات دول الغرب، ويركّز بذلك على اليونانيّين والإيطاليّين والإسبان والبرتغاليّين. كذلك، يرفع شعار دعم السّلام والدّيبلوماسيّة ضدّ الحروب، ويعتبر أنّه على فرنسا دعم هذا الاتّجاه من الأطلسيّ إلى الأورال، مشيراً إلى أزمة أوكرانيا، واللّافت أنّه هاجم النّاتو مراراً، واعتبر أنّ هذا الحلف هو توريط أوتوماتيكيّ من قبل الولايات المتّحدة لفرنسا والعالم في حروب وحماقات لم تكن من شأن الشّعب الفرنسيّ ومصالحه، والجدير بالذّكر أنّه اعتبر هجوم الأميركيّين على مطار الشّعيرات في سوريا عمل غير مسؤول وكاد يؤدّي إلى كارثة، مع رفضه المطلق لاستخدام السّلاح الكيميائيّ مهما كان مصدره، وسيسعى جاهداً لتحقيق معاهدة التّخلّص من هذه الأسلحة الّتي لم تمض عليها "إسرائيل". بالنّسبة لموقفه من الإرهاب، يعتبر أنّ الإرهاب هو أداة لنهب ثروات الشّعوب، ومحاربته تبدأ مع إنهاء العقليّة الاستعماريّة. وأحد مواقف اللّافتة دعمه لحقّ الشّعب الفلسطينيّ بدولة تنعم بالسّلام.

استطلاعات الرّأي وتقلّباتها

بناءً على كلّ هذه البرامج المختلفة يتبارز المرشّحون الرّئيسيّون حيث انطلقت حملاتهم الانتخابيّة عبر إقامة كلّ منهم اجتماعات ولقاءات في مختلف المناطق والمدن الفرنسيّة. قبل موعد الدّورة الأولى في 23 نيسان. على إثر هذه الدّورة سيتأهل المرشّحان اللّذان يحرزان العدد الأكبر من الأصوات إلى الدّورة الثّانية الّتي ستقام في 7 أيّار.
الغموض يلفّ الدّورة الأولى خاصّة بعد المفاجآت العديدة الّتي حصلت سواء في انتخابات اليمين التّمهيديّة مع إقصاء مرشحين قويّين هما الرّئيس السّابق نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة السّابق آلان جوبّيه أو انتخابات الاشتراكيّين التّمهيديّة مع إقصاء رئيس الحكومة السّابق مانويل فالس. في هاتين التّجربتين تقدّم مرشّحين كانوا في المراكز الثّالثة أو الرّابعة في استطلاعات الرّأي إلى الفوز وهما فرنسوا فيّون وبنوا هامون، وهذا ما يثير الشّكوك حول صحّة استطلاعات الرّأي ومدى ارتهانها لقوى وسياسات محدّدة وتلاعبها بالرّاي العامّ.
وبرغم هذا الغموض فإنّ آخر استطلاعات الرّأي تعطي تقريباً نسباً متقاربة لمارين لو بان وإيمّانويل ماكرون حوالي 23.5% فيما يحلّ فرنسوا فيّون وجان لوك ميلونشون خلفهما بنسبة 19% لكلّ منهما ويتراجع مرشّح الحزب الاشتراكيّ بنوا هامون بنسبة 9% فيما يقتسم المرشّحين الباقين بنسب تتراوح بين 1% لمرشحي الأحزاب التّروتسكيّة حتى 5% لمرشّح اليمين السّياديّ نيكولا ديبون-أنيون.
إذاً يلاحظ في ظلّ التّغيّرات اليوميّة وبعد المناظرة الّتي جمعت المرشحين الخمسة الأساسيّين ومن ثم المناظرة الثّانية الّتي جمعت المرشّحين الـ 11، تقدّم لافت لمرشّح اليسار الجذريّ ميلونشون من نسبة 11% - 12% إلى 19%، وذلك بعد ظهوره القويّ والمتماسك في المناظرات وبعد إقامته مسيرة حاشدة في باريس للمطالبة "بالجمهوريّة السّادسة" وهي أحد عناوين برنامجه، وهو استطاع أن يجيّر جزء من ناخبي الحزب الاشتراكيّ تقليديّاً نتيجة لتقارب برنامجه مع برنامج هامون في عناوين كثيرة وخاصة بعد الانشقاقات البارزة في معسكر هامون، إذ أعلنت وجوه بارزة في الحزب الاشتراكيّ كرئيس الحكومة السّابق فالس ووزير الدّفاع جان إيف لودريان دعمهما لماكرون وهو ما عدّه هامون خيانة له وطعنة في الظّهر. على إثر هذه الانشقاقات تراجع هامون كثيراً ليحلّ في المركز الخامس. فيما يستفيد ماكرون بخطابه الوسطيّ الضّبابيّ من التفاف شخصيّات من اليسار واليمين حوله ليتصدر الاستطلاعات (مع العلم أنّه يحظى بدعم الشّركات والمصارف الكبيرة).
وقد طالبت شخصيّات يساريّة كثيرة، شيوعيّة تحديداً، بأن يتمّ الاتّفاق بين ميلونشون وهامون خاصّةً أنّ برامجهما متقاربة (باستثناء السّياسات الخارجيّة)، فضلاً عن أن خوضهما الانتخابات منفصلين قد يشكّل خسارة لكليهما ولليسار عامّةً. ولم تثمر الجهود حتّى الآن نتيجة تمسّك هامون والاشتراكيّين بترشّحهما، خصوصاً أنّ المهلة القانونيّة للانسحاب قد انتهت وإذا لم يحقّق هامون أكثر من 5% من الأصوات لن يستعيد أموال الحملة الانتخابيّة وهنا يعتبر الكثيرون أنّ ذلك سيكون كارثة ماليّة على الحزب الاشتراكيّ، كما أنّ ميلونشون يرفض الحكم مع من ينادي بإسقاطهم. وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أنّ الحزب الشّيوعيّ الفرنسيّ أعلن دعمه لميلونشون، وقد قال أمينه العامّ بيار لوران في أحد مقابلاته المتلفزة، أنّ توحّد اليسار ضروريّ في وجه صعود الخطر اليمينيّ المتطرّف والّذي سيعدّ كارثة حقيقيّة على اليسار.
أمّا فيّون فبرغم الفضائح العديدة الّتي أثارها من توظيفه الموهوم لزوجته وأولاده والمعاشات الخياليّة الّتي تقاضوها بدلاً لأعمال وهميّة وصولاً إلى فضيحة تلقّيه ثياب من صديق له بأسعار خياليّة مجّاناً، فلا يزال يستقرّ عند نسب عالية يستحوذ عليها من ناخبي اليمين الكاثوليكيّ التّقليديّ.
لو بان من جهتها تراجعت بنسبة قليلة أيضاً نتيجة فضائحها برفضها إعادة أموال مطلوبة منها من الاتّحاد الأوروبّيّ نتيجة معاشات وهميّة كان يتقاضاها مستشاروها أيضاَ.
إذاً في حمأة المعركة الانتخابيّة والمناظرات واللّقاءات، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ نموذج المعركة الانتخابيّة في فرنسا، ليس أقلّ من الجدل القائم بين التّيّارات السّياسيّة في العالم، فأزمة الرّأسماليّة تتجسّد في تكرار اليمين واللّيبراليّين لأنفسهم ولسياساتهم المأزومة، وصعود الفاشيّة ليس سوى نتيجة لهذه الأزمة، أمّا اليسار فهو الأكثر تماسكاً ووضوحاً، لكن تكمن مشكلته العظمى في انتشار ثقافة اللّيبراليّة والتّسطيح الّتي أُغرق بها العالم منذ انهيار جدار برلين، فخطاب ميلونشون، ورغم كلّ تمسكه وواقعيّته، يبقى صعباً على الهضم، وغريباً عن المألوف، فيخيف جزء من الرّأي العامّ، خصوصاً مع انتشار عبارة "اليسار المتطرّف"، والميل الدّائم إلى الوسطيّة، وهذا ما يعطي ماكرون دافع إضافيّ للوصول، رغم أنّ بعض المواطنين لا يثقون به نتيجة تغييره الدّائم لمواقفه وغموضه واقتباسه من برامج المرشّحين الآخرين. لذلك، لا تزال التّوقّعات غامضة، خاصّة في ظلّ تردّد الكثير من النّاخبين، هذا التّردّد الّذي يعود إلى فقدان المواطنين ثقتهم بالسّياسيّين بعد عقود على حكم اللّيبراليّة، والّذي سمّاه ميلونشون في رين "بالغضب السّياسيّ". فهل يحافظ ماكرون ولو بان على صدارتهما لنشهد معركة بين يمين متطرّف على النّمط التّرامبيّ ووسط ليبراليّ يشكل استمراريّة لسياسات أوروبيّة سابقة؟ أم يقلب ميلونشون الطّاولة رأساً على عقب ويخترق إلى الدّورة الثّانية؟ سؤال برسم الدّورة الأولى في 23 من نيسان.