الثلاثاء، 12 مايو 2015

دروس في الوحدة

عقد ونيف من الوحدة،
عقد تتعلم خلاله كيف تستيقظ،
كيف توضب نهارك في المدن المزدحمة،
كيف تشذب تلك النباتات المزعجة بحرفية جدك،
بعيدا عن ريفك الساكن،
بروتين يومي،
لا يخرقه سوى هنيهات،
لكن ايها الريفي الاحمق،
 انثى واحدة،
اخترقت وحدتك.
واحدة لا غير،
هدمت كل ذاك البنيان المرصوص.
ثم رحلت كما قدمت مسرعة.
سأنسى،
أقول سأنسى،
ذاك الجرح الغائر،
ولكن طيفها يراودني
أينما حليت،
وافتش عنها،
في القطارات،
في الحدائق،
في المقاهي،
وبين الجموع،
لا أرى إلا وجهها،
وهي غائبة.
لكني سأنسى،
وأدرك اني قادر على النسيان،
خلف هذه الضلوع،
أخبئ جسدا مثقلا بالنكسات،
فردا علمه الدهر كيف يقتل الدهر،
انتهي من العمل اليومي المقرف،
بكل اشمئزاز ،
وارتاد قصري،
وبين حنايا خير جلسائي
انسى الانام،
اتضرع قليلا على اوتاري،
وتحملني شاشة ذهبية
بعيدا عما يدور خارجها،
واقرأ الصحف الصفراء.
كأي ريفي أحمق،
لا أندم على شيء،
فما كتبته ذاك الاله  غير المرئي،
حاصل لا بد،
فأدعه يسير
كخرير ساقية في الريف.
وانام هنيئا ، وحيدا،

كاي ريفي احمق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق