الجمعة، 7 فبراير 2014

تعلم ال Metal في مقال واحد

الميتال، هذا العالم الغريب لمن لا يعرفه وحيث تكثر الدعايات والاشاعات عنه والاخبار الغريبة. 
مؤخراً تناقشت مع اكثر من شخص من مختلف الاعمار والتوجهات السياسية حول هذه الموسيقى وغرابتها. وكان من الواضح ان الكثيرين لا يعرفون حقائق هذه الموسيقى وخفاياها وهم معرضون كما في كل الامور الاخرى من السياسة الى الثقافة لما يبثه اعلام ال Mainstream او فلنقل الاعلام السائد. 
اذا ما هو الميتال، صحيح انه موسيقى صاخبة عامة. حيث تتكون الفرق بشكل رئيسي من غيتار كهربائي (او اكثر)، غيتار بايس، درامز، و مغني/ة (او اكثر). ويمكن ان يحصل اضافات حسب متطلبات كل فرقة ونوعية الميتال الذي تعزفه. 
فالميتال ليس نوع موسيقي متوائم. صحيح انه تطوير على موسيقى الروك واكثر صخباً منها. مع العلم ان كثيرين ممن يسمعون الروك وفرقه العالمية ك Pink Floyd اوLed Zeppelin  مثلاً لا يستمعون الى الميتال. 
الميتال ليس نوعاً واحداً. فهناك عدة sub-genres او انواع فرعية وهنا يحصل التمييز الذي لا يميزه الكثيرون. فمن Heavy Metal الذي بدأ في السبعينات مع Black Sabbath، تنوع الميتال وبات اليوم يضم آلاف الفرق ان لم نقل عشرات الآلاف . وبات يضم عشرات الانواع الفرعية. فمن ال Thrash Metal ومن اشهر فرقه Metallica و Slayer و Megadeath و Anthrax الى ال Death Metal الذي ارسته فرقة Death  و من اشهر فرقه Sepultura و Carcass و Cannibal Corpse و Morbid Angel و غيرهم الى ال Black Metal وهو النوع الاكثر خطورة اجتماعياً (والذي عادة ما تلصق به عبادة الشيطان) و اشهر فرقه تتركز في البلدان الاسكندينافية الى ال Nu Metal  وهو موجة الفرق التي برزت في الولايات المتحدة في التسعينات وبداية ال 2000 ك Slipknot و Korn و Limp Bizkit و Linkin Park....  ويمكننا ان نعدد الكثير من الانواع الفرعية الاخرى ك Progressive metal  و Gothic Metal و Folk Metal و Doom Metal و  Hardcore و Crust و Punk Rock و Metalcore و Deathcore و Grind .... وداخل كل نوع من هذه الانواع يمكننا ان نميز انواع اخرى اكثر فرعية. 
من داخل هذا التنوع يمكننا ان نميز التنوع في نوعية الكلام فمنه من يغني للحب و للكره ولعبادة الشيطان او حتى المسيح . منهم من يغني في السياسة ومنهم من يحتقر السياسة والسياسيين. منهم من يغني الحزن والالم والانتحار و المازوشية. منهم من يغني للجنس والمخدرات .... فبالتالي الكلام ليس محصوراً بموضوع محدد كما يظن او كما يحصر البوب كلامه في "الحب" فقط. 
من داخل هذا التنوع يمكننا ان نميز فرق تتعاطى السياسة وفرق لا تتعاطاه. وداخل الفرق التي تتعاطى السياسة قلة تنحو مناحي يمينية/ نيو نازية اشهرها فرق ال (National Socialist Black Metal (NSBM ولكن معظم الفرق المسيسة تنحو باتجاه اليسار بشكله العام قلة منها شيوعية والاكثرية انارشية وهنا يمكنن ان نعدد الكثير من الفرق من Rage Against The Machine و Napalm Death  و Arch Enemy و Heaven Shall Burn و Misery Index ..... 


ما التهم التي توجه للميتال عادة. اكثرها شيوعا هي تهمة عبادة الشيطان. ولكن هل يمكن تعميمها على كل من يستمع الى الموسيقى كما حصل في لبنان مثلاً اكثر من مرة؟ طبعاً لا. لأنه كما ذكرنا داخل هذا التنوع اجمالا فقط بعض فرق ال Black Metal هي من تعتتنق عبداة الشيطان بعضها عن قناعة وبعضها نكاية بحضارة الغرب المسيحية (حيث تواجه حضارة الفيكينغ الاسكندينافية الحضارة المسيحية) وقلة اكثر من هذه الفرق هي من تطبق فعلياً هذا الامر (كما حصل في التسعينات في السويد والنروج حيث تم احراق بعض الكنائس). 
صحيح هناك بعض الكلام الذي يحرض على العنف الذي هو جزء من حضارة الغرب الرأسمالية وجزء من طبيعة الانسان. من يعترض على العنف في الاغاني لا يعترض على العنف في افلام هوليوود او على القتل الذي يحصل يومياً في مختلف انحاء العالم باسم الدين او المبادئ السياسية. 
من يعترض على خطورة هذا النوع على العالم العربي، لا يلاحظ مدى تغلغل ثقافة الغرب في كل تفاصيل حياة العرب من المولات الى الطعام الى اصغر التفاصيل. فيما تنحصر ثقافة الميتال في عدد قليل من الشباب العربي حيث عدد الفرق قليل. مع العلم ان بعض هذه الفرق ملاحق في العراق والسعودية والبحرين ويعمل في السر. حتى في لبنان توجد فرقة كتبت اغاني معادية للدين تعمل في السر. 
من يعترض على صخب الموسيقى والصراخ فيها، هو نفسه من يسهر في ارقى ال Night Clubs حيث تبث موسيقى ال Trance و ال Techno وهي اكثر ضجة وفارغة من المعنى. وهو نفسه من يستعد لسماع صوت الطبل يضرب في اذنيه ليل نهار على اغاني علي الديك. 
كخلاصة لست هنا في وارد دعوة احد الى الاستماع الى هذه الموسيقى من عدمه. ولكن على الاقل لمن يود اصدار الاحكام القطعية سوء على هذا النوع من الموسيقى او على اي شيء آخر في الحياة عليه اولأ ان يكون مطلعاً على الموضوع الذي يصدر الحكم عليه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق