الاثنين، 16 سبتمبر 2013

حبيبتي اسمها جمول

لك فقط كتبت النثر
ولك فقط كتبت الشعر
لك حفظت الصور واحدة واحدة
لك ارشفت الاخبار بهوس
انت الوحيدة التي اذهلتني قصتها
فتتبعت خطاك
من بيروت الى الجبل الى الاقليم الى الجنوب
منذ البداية حتى النهاية .
هل انتهت القصة فعلاً.
الاكيد ان هناك بداية معلومة، 16 ايلول 1982 من منزل كمال جنبلاط البيروتي وبتوقيع جورج حاوي ومحسن ابراهيم
ولكن اين النهاية؟
هل تنتهي قصة جميلة كقصتك بهذه البساطة.
واذا انتهت. لماذا؟
ربما خانك الأقربون. من يقال انه حليفك اختار صديقة اخرى اكثر شباباً فانزويتي بعيداً.
ومن كان من اهلك تركك بعد ان خارت قواك.
اما من كان يدعمك وساندك فبات مشغولاً بنفسه.
بقيتي وحدك. وحدك بتاريخ نضالي يملأ الصفحات.
أنا اكره الرومانسية والعواطف.
ولكن لأجلك تحولت الى شاعر. فقط لك نثرت عواطفي.
انا ذكي ربما. احترف التنظير والكتابة.
ولكني جبان ايضاً . علميني بعض الشجاعة.
انا جبان في حضرتك. لن اكون يوماً كلولا ووفاء وجمال وسناء و عصام و كل فدائييك.


انا اجبن من ذلك كثيراً . لذا لا اليق بك.  انا فقط احلم بك واحلم ان اكون مثلهم ولكن هيهات.
احبك حتى لو انتهت القصة.
انت العلامة الوحيدة الفارقة.
انت الطاهرة التي لم تتلوث بدين او مذهب.
انت النقية التي لم تضيع يوماً البوصلة. دائماً نحو الجنوب. نحو فلسطين.
انت الشريفة التي لم تلوثها حروب الزواريب الضيقة والتحالفات المشبوهة.
لهذا كله ربما لم يعد لك مكان بينهم.
يقولون لي اليوم ان هناك اليوم من يشبهك. وان علي ان اتخلى عن تجربتك الفاشلة كما يزعمون وان التحق بتجاربهم.
لكنني لن افعل فرغم اخطائك، رغم هفواتك تظلين انقى واطهر واشرف. تظلين كأمي هل يتخلى انسان عن أمه.
ثم كل من ياتي بعدك لن يكون بنفس البهاء حتى لو أكثر من المساحيق ولو امتلك الاموال.
جمول، دعيني ابكي قليلاً على الماضي الذي مضى ولم اكن انا هناك.
يسكنني حنين لتلك الأيام التي لم اعشها.
وكما تقول اغنية فرقة الطريق :
"يا الرايح للحزب خذني وبنار المعركة قدني، برقبتي دين اريد اوفي على اعوام اللي مضت مني".
هل من يعيد ايامك الجميلة. هل من حاجة اصلاً لذلك.

جمول نحن تائهون من دونك. انيري الدرب . هل من يقودنا.

السبت، 7 سبتمبر 2013

بين القلب والعقل

هيدا القلب
ابن الكلب
بيسلب سلب
بعود عنو
مش الاحساس
يكون مقياس
عندك راس
سماع منو
كل انسانة
مش سئلانة
ورا احزاني
رح كبها
واللي حقيقة
بتكون صديقة
كل دقيقة
رح حبها

الخميس، 5 سبتمبر 2013

وحيداً حتى الموت

الطقس كان ربيعياً، وكانت هناك دعوة لاعتصام من الحزب. اتجه الى مكان الاعتصام فرآها. هي ذات الفتاة التي كان يراها في البناية التي يمر عليها يومياً. ولكنها لم تبادله يوماً تحية. يومها ابتسمت له برغم تكبرها. ولكنهما لم يتحادثان.
في اليوم التالي، وفي طريقه الى عمله لتوزيع الصحف اليومية التقى بها في مصعد البناية فتحادثا سريعاً وتأكد انها رفيقته في الحزب. 
كانت تعمل مهندسة مدنية في شركة من اكبر الشرك في البلاد. فتاة جميلة وذكية ولكنها كانت متكبرة.
تتالت لقاءاته بها في البناية او في مناسبات حزبية. انكسر تكبرها قليلاً. وباتت تبتسم لمزحاته الخفيفة. 
كان منذ البداية يحس بشعور ما تجاهها ولكنه لم يود ان يصارحها به. لانه يعرف مدى ضعفه ومدى قوتها. فهو يعمل في مهنة متواضعة و احواله المادية سيئة وينحدر من عائلة فقيرة. فيما هي تنتمي الى عائلة بورجوازية ووضعها المادي ممتاز. 
في يوم من الايام كان هناك دعوة الى مظاهرة للحزب. تحادثا سوياً عن نيتهما الذهاب وبما انه لم يكن يمتلك سيارة دعته الى مرافقتها في سيارتها. فوافق بكل سرور. 
كان يفكر ان يغتنم الفرصة ليخبرها بشعوره المتأجج رغم تردده وخجله الدائم. ولكنه لم يستطع ان يخفي شعوره فقد كان يحترق من الداخل. 
حين صعدا في السيارة وبعد نقاش سياسي. وبعد ان حول النقاش. فاتحها بشعوره بشكل مفاجئ. ساد جو من الصمت لبرهة. ثم قالت له انها مرتبطة. صمت واحمر من الخجل.
عاد الى البيت. امعاءه مضطربة. تقيأ ساندويش الشاورما التي اكلها من احد المطاعم الشعبية. لم ينم ليلتها. سيطر عليه الارق. كيف تكون مرتبطة وهو لم يرها يوماً مع احد. لا بد انها رفضت لان شيئاً ما لا يعجبها فيه ربما اوضاعه البائسة.
استمر في رؤيتها يومياً في طريقه الى العمل ولكن الحديث بينهما اقتصر على تبادل التحية.
انتهت قصتهما عند هذا الحد. كانت هي تستمر بحياتها بشكل طبيعي. اما هو فكان يفتش عن فتاة اخرى ربما تكون اكثر تواضعاً او اكثر وداً.
تعرف الى فتاة تعمل في خدمة التنظيف في نفس البناية التي تعمل فيها المهندسة. وبعد شهور من التقارب بينهما. اكتشف مدى لطفها رغم انها لم تكن بنفس الجمال. ولكنه لم يشأ ان يصارحها بشعوره. فالجرح في قلبه كان عميقاً. فضل ان يستمر في وحدته.
كانت وحدته خلاصه. بها يرتاح من ظلم العالم الخارجي. فاستمر وحيداً.
بعد دخول الاجتياح الاسرائيلي الى بيروت تطوع كرفاقه في المقاومة. كانت خيباته العاطفية دافعاً اضافياً الى حب للحزب والمقاومة.
وبعد عمل مقاوم استشهد في احدى العمليات في الجنوب
يقال انها بكته قليلاً. ولكنه مات.