الأربعاء، 13 مارس 2013

اضواء في آخر النفق


الصورة قاتمة وتزداد قتامة وغموضاً في العالم العربي و لبنان.
فمن سوريا العالقة بين نيران الاستبداد البعثي وجبهة النصرة الى مصر العالقة في براثن الاخوان المسلمين الى تونس المخطوفة من قبل السلفيين الى اليمن حيث بيعت الثورة الى البحرين حيث يستمر القمع الخليفي مدعوماً بوهابيي السعودية.
اما في لبنان فالصورة قاتمة من قانون ارثوذكسي وقانون ستين وقوانين انتخابية طوائفية الى فتنة جاهزة وموقظوها كثر من صيدا الى عرسال الى الهرمل الى طرابلس وصولاً الى هيئات اقتصادية  تمنع الحكومة من اقرار سلسلة الرتب والرواتب الى رجال دين يفتون بمنع الزواج المدني و وضع امني متفلت يزداد فيه الخطف والقتل والسرقات.
في وسط هذه القتامة الطاغية في نفق يبدو انه سيكون طويلاً يبرز امل وبعض ومضات مضيئة.
فاضراب هيئة التنسيق النقابية بقيادة حنا غريب ونعمة محفوض اعاد احياء الحركة النقابية وذكرنا بوجوب النهوض اليساري ودعم الحركة النقابية.
احد الاصدقاء وهو سليل عائلة اقطاعية لبنانية يمينية معروفة، ومع انه لا يتعاطى السياسة ولكن لا بد ان تترك اقطاعيته اثراً في تفكيره، قال لي اثناء حديث عن الاضراب: "اذا كان زعيم الاساتذة هيك، كيف بدون يكونو التلاميذ". طبعاً لن ير البورجوازيون صورتهم في حنا غريب، سيراها فقط الفقراء. ما هذا القائد الغريب الذي يأكل "كعكة طرابلسية ببيكون" من اي "بسطة" في الشارع. قائد نقابي استطاع ان يشحذ همم 30 الف مواطن ليشاركوا في اضراب خارج نطاق الطوائف. طبعاً هذا بدعم من نقابيين آخرين ابرزهم نعمة محفوض قائد نقابي آخر (ولاجل الصدف من نفس قرية حنا غريب). ورغم اختلاف المسارات السياسية بين غريب (الحزب الشيوعي) ومحفوض (اليسار الديموقراطي) فالاثنان يتفقان على اعادة استقلالية الحركة النقابية الى جذورها كما كانت ايام سعد الدين مومنة وعبد المنعم العريس والياس الهبر ووردة بطرس وغيرهم.

ومن اضواء الحركة النقابية الى اضواء مواجهة قوانين الطوائف. شربل نحاس، نبيل آخر اضطرته الطغمة المالية الحاكمة بشخص الهيئات الاقتصادية وواجهتها ما يسمى بحكومة الاصلاح والتغيير والمقاومة ان يستقيل بعد ان هدد هذه اللوبي التجاري اللبناني في عقر داره. ولكنه لا يزال يعاند (مع ان تلفزيون الاو. تي. في مؤخراً امراً بعدم استضافته بعد ان انزعج المصرفيون من تعليقاته – ربما سيتاح للاو.تي.في وقتاً اكثر ليحتفي بعائلة عقل هاشم "القيادي في جيش لبنان الجنوبي" كما وصفه التلفزيون العوني ). هل اجمل من ان ترى نضال شربل نحاس وهو يسير على عكازين ليشارك في اعتصام للمطالبة بالنسبية.
جورج عبدالله هو عنيد آخر من شمال لبنان حيث ينحدر غريب ومحفوض. وبعد ان توقعنا جورج بيننا قريباً ابت الامبريالية الفرنسية الا ان تماطل اكثر في عهرها وتتمادى. ولكن هذا لم يثن جورج عن متابعة نضاله اليومي فمن سجنه المستمر منذ ثلاثين عاماً اعلن تضامنه مع الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام وعلى رأسهم سامر العيساوي. ضوء آخر لا بد ان يسطع بعودة عبدالله.
جوزف سماحة، نبيل آخر ابتعد عن دنيانا ومع ابتعاده ابتعدت جريدة الاخبار عن مسارها وانحرفت فاخرج خالد صاغية ورفاقه اليساريون ليسيطر ابراهيم الامين (الذي يصر اسعد ابو خليل على وصفه بالشيوعي رغم انه ينكر هذا ويتبرأ من يساريته بل ويهاجم اليساريين الذين يشربون الكحول ربما لانه بات يحب شرب الشاي) . والامين اعاد ناهض حتر الى كتاب الاخبار ليدافع عن بشار الاسد والملك عبدالله الثاني وليهاجم الفلسطينيين بعنصريته المعهودة اما بيار ابي صعب فهو منشغل بكتابة المدائح لجبران باسيل رغم "هفواته" في اقفال الحدود على اللاجئين السوريين وتبني قانون الطائفية الارثوذكسي. الى هذا انحدرت الاخبار ولكن النبيل الآخر خالد صاغية يتابع مسيره عبر ال.بي.سي. والنبلاء الآخرون (وهم كثر) عبر مواقع اخرى حين لم تعد تسع لهم اخبار ابراهيم الامين.
ومن لبنان الى العالم العربي حيث وبرغم قتامة مشهديته وسوادها بلون رايات الاسلاميين فلا زلنا نرى قنابل مولوتوف يرميها البلاك بلوك على قصر الاتحادية و انتفاضة اهالي بور سعيد على حكم مرسي و لا زلنا نرى مواجهة اليسار التونسي لمغتالي الشهيد شكري بلعيد ولا زلنا نرى جماهير سورية تناضل لاسقاط الطاغية من دون ان تنحرف الى جبهة النصرة وامثالها ولا زلنا نرى ثبات الاسير سامر العيساوي على اضرابه عن الطعام هو وباقي الاسرى الفلسطينيسين.
هذه فقط امثلة تعلمنا يومياً النضال فلمواجهة قتامة الصورة لا بد ان نتحلى بعناد حنا غريب وتحدي نعمة محفوض وصمود جورح عبدالله وفكر شربل نحاس عل هذا يثمر ربيعاً لبنانياً من دون ان نحتاج الى بلاك بلوك ولا اغتيالات مثقفين ولا مذابح طائفية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق