الأحد، 24 أبريل 2011

ما بعرفن

من الحزب الشيوعي الى كل الوطن . ملصق انتشر عام 2004 بعيد عملية التبادل التي قام بها حزب الله في 29 كانون الثاني 2004 والتي اطلق بموجبها سراح 462 اسيراً لبنانيين وفلسطينيين وعرب كما اعيد بموجبها رفات 59 من شهداء الاحزاب الوطنية والاسلامية . من بين هؤلاء الشهداء كانت كوكبة من شهداء الحزب الشيوعي اللبناني

 تسائلت وقتها " من هم هؤلاء ؟ من هي هذه النجوم الحمر التي تزين خريطة الوطن من شماله الى جنوبه ؟ من هم هؤلاء الذين تخطوا الحواجز المذهبية والطائفية والمناطقية ليستشهدوا في جنوب لبنان ويندغموا في قضية واحدة ؟

 ظل سؤالي معلقاً وبدأت اجد الجواب بل الاجوبة عليه بالتتالي

عرفت انهم ابناء الحزب الشيوعي اللبناني الذي تاسس عام 1924 على يد يوسف ابراهيم يزبك وفؤاد الشمالي وارتين مادويان

ثم قرأت عن الشهيد فرج الله الحلو الامين العام والذي استشهد في دمشق عام 1959 على يد الاستخبارات المصرية بعد ان اذيب جسده بالاسيد. فرج الله الحلو شهيد الوحدة العربية الحرة والديمقراطية

وعايشت اليوم الذي سقط فيه جورج حاوي شهيداً للحرية والمقاومة والاستقلال عام 2005 بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان تتجاوز البعد الطائفي . جورج حاوي الذي ذرفت عليه دمعة من النادر ان اذرفها والذي شاركت في تشييعه وكان من اوائل مشاركاتي مع اليساريين والشيوعيين

ثم قرأت عن مجموعة من رجال الفكر والفن والادب الذين اغتيلوا غدراً على يد القوى الظلامية في اواخر الثمانينات فقرأت لحسن حمدان "مهدي عامل" الفيلسوف والمفكر والشاعر الذي هوى في شوارع بيروت الوطنية كما تقول اغنية مارسيل خليفة. وقرأت لحسين مروة المنقب في التاريخ الاسلامي عن الحركات الثورية والاشتراكية والذي قتله اعداء الفكر التنويري لربما خافوا من ان يسرق منهم حجراً اسوداً كاجداده القرامطة

ثم تعرفت الى جمول "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" التي انطلقت من منزل المعلم كمال جنبلاط شهيد الحركة الوطنية اللبنانية ببيان ذيله توقيع جورج حاوي ومحسن ابراهيم . في 16 ايلول 1982 اطلق جورج قصابلي ابن الاشرفية البار و محمود الحجيري ابن عرسال الشهداء و محمد مغنية ابن دير كيفا الجنوبية الرصاصات الاولى. وتكاملت مع عملية الشهيد القومي خالد علوان ففر الاسرائيليون من بيروت

وتوالت عمليات الشهداء المقاومين فتحرر البقاع الغربي بدماء جمال ساطي ابن كامد اللوز و لولا الياس عبود ابنة القرعون ورفاقهم . وتحرر الجنوب بدماء وفاء نور الدين ابنة النبطية واليكسي ابن مرجعيون

ولم يتوان ابناء المناطق الاخرى عن المشاركة في تحرير المناطق المحتلة فاندفع وائل نعيم (من عكار منطقة الاسير في السجون الامبريالية الفرنسية جورج ابراهيم عبدالله) وانعام حمزة (من عبيه قرية عميد الاسرى المحرر سمير القنطار) ومن الياس حرب ابن تنورين الى علي عبدالله سليم ابن اقليم الخروب ومن ميشال صليبا ابن بتغرين جورج حاوي الى حسام حجازي ابن طرابلس الفيحاء ومن بيار ابو جودة ابن دير الحرف المتنية الى زياد الحداد ابن دير الغزال الزحلانية وغيرهم المئات اندفعوا لتحرير ارض الوطن من العدو الغاصب وتلبية نداء جمول

وقبل جمول كان الحرس الشعبي وشهيده علي ايوب اين عيناثا الجنوبية وبعد جمول كان شهداء حرب تموز 2006 من صريفا الى الجمالية . وقبل الحرس الشعبي كان عساف الصباغ ابن ابل السقي الذي استشهد عام 1936 اثناء تصديه لعصابات الهاغاناه الصهيونية وبعد تموز 2006 لن تكون الخاتمة باستشهاد الصحافي الشيوعي عساف ابو رحال ابن الكفير عام 2010 في موقعة العديسة مع ابطال من الجيش اللبناني

ولم تقتصر البطولات على التصدي للغطرسة الصهيونية فقد كان للحزب نضالاته في الداخل من الشهيدة وردة بطرس الشهيدة النقابية الاولى الى الشهيد فرج الله حنين شهيد الجامعة اللبنانية الاول ومن القائد العسكري احمد المير الايوبي الى القائد الشبابي في اتحاد الشباب الديموقراطي وليد صعب

في الداخل سقط الشهداء في التصدي للمشاريع الانعزالية من انطلياس الى سوق الغرب ومن عين داره الى النبعة ومن الاشرفية هؤلاء الذين كانوا يوزعون المناشير في الاشرفية ويعودون الى بيوتهم في الاشرفية كما قال زياد الرحباني. وفي الداخل سقط الشهداء في التصدي للمشاريع الاصولية في طرابلس والميناء فارتكبت المجازر الجماعية بحق الشيوعيين . وفي الداخل سقط الشهداء اغتيالاً على ايدي القوى الظلامية فسقط مع مهدي عامل وحسين مروة خليل نعوس وميشال واكد وسهيل طويلة و نور طوقان وغيرهم.وفي الداخل سقط الشهداء من الجبل الى الاقليم وشرقي صيدا وصيدا معروف سعد في تصديهم للتقسيم

- هؤلاء هم من كل الوطن من شمال تل عباس ورحبه وبترومين وانفه وحامات وبزعون ومن جبل لاسا والمتين وصليما وراس المتن وبيصور وعماطور الخريبة وبرجا ومن بيروت الضاحية الجنوبية وبرج حمود من بقاع لبايا ومشغرة والهرمل وبعلبك وتمنين وحربتا وسعدنايل وعلي النهري ومن جنوب دير قانون النهر والصرفند وانصار وكفررمان وحولا وعيترون وبنت جبيل والخيام وميس الجبل . هم من كل الوطن

- واليوم تتجمع امامي على شاشة الكمبيوتر صور لما يقرب 700 شهيد من الحزب الشيوعي اللبناني بعد بحث مضن قمت به لتوثيق سيرهم ولا زلت في صدد المتابعة

- هؤلاء الذين غنينا لهم طويلاً : "ما بعرفن " اليوم اصبح بامكاني ان اقول : " بعرفن"



احسان المصري

هناك تعليق واحد: